دعا عزيز الرباح، القيادي في حزب العدالة والتنمية، جهات لم يُسمّها تُريد إضعاف الأحزاب والنقابات وهيئات الوساطة إلى “التعقّل”، لأنَّ “من شأنِ ذلك أن يخلقَ فراغاً بين الدولة والمجتمع، وهو ما سُيهدِّدُ الاستقرار والأمن”، وإلى “إحياء الأحزاب والعمل السياسي المُبادر حتى يتقدّمَ وطننا ولا نعودَ إلى نقطة الصفر”.
وفي المهرجان الخطابي الذي نظمته الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بحي يعقوب المنصور في الرباط، ضمن فعاليات الأبواب التواصلية الثالثة، قال عضو الأمانة العامة للحزب الإسلامي: “نحن كحزب يقود الحكومة لا يسرنا ضعف المعارضة، ولا الأحزاب السياسية ولا النقابات، لأن همنا هو خدمة هذا الوطن التي لن تتأتى إلا بأحزاب ونقابات وهيئات قوية ومسؤولة”.
وأردفَ رئيس مؤسسة المنتخبين التابعة للحزب القائد للتحالف الحكومي أن “من يتصورُ أنَّ إضعاف الأحزاب والنقابات والهيئات الوسيطة في مصلحة جهة معينة، فهو مخطئ؛ لأن ذلكَ سيفرز مواجهة بين الدولة والمواطنين وسيخلقَ فراغا، وهذا الفراغ لا يعرف أحد من سيملؤه، قد يملؤه العبث؛ وقد يملؤه الضجيج أو فئات ليست لها مصلحة في الاستقرار والأمن والتنمية وإن بدا في خطابها أنها تركز على محاربة الفساد والظلم”.
الرباح الذي كان متحمّساً في خطابه، زادَ: “نحن لا نفرحُ بضعف الأحزاب المُنافسة، ولا يعجبني لما ترد في كلامنا عبارة: اطحن حزبا ما، ولا يمكن أن نفرح بضعف النقابات مهما كانت مطالبها محرجة ومهما كان موقفها من العرض الحكومي، ولا يمكن أن نفرح بضعف المعارضة لأن ليس في ذلك مصلحة للوطن والبلاد”.
وأورد المسؤول الحزبي: “التواصل مهم لبعث روح جديدة في الحياة السياسية، ماكينة تطحن القوى السياسية والهيئات الوسيطة بين الدولة والمجتمع، هذا الطحن يضع الدولة أمام الشعب ولا ندري كيف ستكون الشعارات والمطالب. مهما كانت قوة البلاد، لا بد من هيئات وساطة بين الدولة والمجتمع، نحن في حاجة إلى أحزاب يسارية وليبرالية”.
وعادَ العضو البارز داخل حزب العدالة والتنمية إلى حملة المقاطعة التي انتشرت خلال الشهور الماضية، وقال: “على الرغم من أن حزبنا لم يكن معنياً بالنقاش، ولا نتوفر على شركات محروقات ولا على شركات الحليب، وغالبيتنا مْزاليطْ، تحملنا المسؤولية وواجهنا الشعب، بينما المعنيين الأولين تْخبَّوْ ولم يخرجوا بكلمة واحدة”.
واعتبر الرباح أن “الأحزاب المرضية” يجب أن تستمر في الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الإرادة الشعبية، وأن تعمل على تأطير المجتمع، وقال: “يا من خططتم لإضعاف الاتحاد الاشتراكي، تندمون اليوم لإضعافه، يا أبناء الاتحاد الاشتراكي الذين كنتم أحد الوسائل في إضعافه، أنتم تندمون اليوم”، مقراً بأنَّ “المجتمع في حاجة إلى قوة يسارية”.
وأكمل: “نحتاجُ إلى حزب الأحرار أيضاً بمرجعيته الليبرالية، ولنا علاقة طيبة مع الحزب منذ أيام أمينه العام السابق أحمد عصمان”، إلا أنه اعترفَ بـ”وجود ماكينة متسربة داخل الدولة تصنع تيارات سياسية تظن أنه ممكن أن تحقق النجاح لكنها تفشلُ في خططها ولا تستطع التأثير في المواطنين”.
ولمّح الرباح في خطابه إلى ما يجري في فرنسا من مظاهرات، وقال: “مهما كان جيش الدول وقوة مخابرتاها واقتصادها، فإن ضياع هيئات الوساطة قد يؤدي إلى سيناريوهات خطيرة، فطحن المؤسسات القادرة على استيعاب مشاكل الشعب قد يؤدي إلى نتائج كارثية”.