يبدو أن تصريحات رئيس المجلس الإقليمي لميدلت، سعيد الطاهري، أثناء استضافته في برنامج “طريق المواطنة” الذي تبثه القناة الثامنة “ثمازيغث”، وخُصص لمناقشة دور المنتخبين في التدابير الاستباقية لمواجهة تداعيات موجة البرد، لم ترق رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، الحبيب الشوباني، الذي خرج عن صمته، موضحا بعض النقاط الواردة في تصريح الطاهري التلفزي.
وتعقيبا على هذه “التصريحات غير المنصفة وغير الدقيقة”، حسب تعبير الشوباني، قال إنه “خلال موجة البرد التي عاشتها المناطق الجبلية بالجهة السنة الفارطة واكب هذه الوضعية بشكل يومي، من خلال اتصالات مباشرة مع رئيس الحكومة وأعضائها المعنيين، وكذا مع الوالي وعامل إقليم ميدلت، من أجل تحقيق أفضل تعبئة ممكنة لوسائل التدخل لفك العزلة، وحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم من التهديدات المرتبطة بهذه الموجة الاستثنائية”.
وأضاف رئيس مجلس جهة درعة في التوضيح الذي اطلعت هسبريس على مضامينه أن “مكتب مجلس الجهة قرر تحويل اعتماد مالي استعجالي قدره مليون درهم إلى كل مجلس إقليمي، يوجه إلى التدخلات ذات الطبيعة الاجتماعية، غير أن تعقيدات المساطر الإدارية المرتبطة بالتحويلات في الميزانية (وهي أمور خارجة عن إرادة الجهة) لم تمكن من تفعيل هذا الإجراء”.
وأكد الشوباني أن “عمل مجلس الجهة ليس ظرفيا ولا آنيا، وتدخلاته تكتسي طابعا إستراتيجيا بعيد المدى في مجال فك العزلة وتنمية العالم القروي وتحسين الخدمات به”.
وأشار رئيس مجلس درعة إلى أن إقليم ميدلت “يستفيد من تدخلات الجهة التي انطلقت في مجال بناء الطرق غير المصنفة، وخاصة بالمناطق الجبلية، والمبلغ المرصود يقدر بحوالي 350 مليون درهم (35 مليار سنتيم) لتمويل 22 مشروعا، وسيمكن من بناء حوالي 300 كلم لفك العزلة بشكل نهائي عن حوالي 30000 نسمة”.
وأضاف الشوباني أن “خدمات النقل المدرسي التي استفاد منها إقليم ميدلت بتوزيع الجهة 30 حافلة لنقل الأطفال المتمدرسين في ظروف جيدة (بمبلغ مالي يقدر بـ 12 مليون درهم) تدخل في إطار تحسين ظروف التمدرس في الجبل، الذي يتأثر فيه التلاميذ بقساوة المناخ تأثرا بالغا ومعرقلا للحياة المدرسية”، وأردف بأن “برنامج تأهيل جميع مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالإقليم، وتخصيص دعم مالي لتحسين ظروف العيش بها، بشراكة وتعاون مع مؤسسة التعاون الوطني، يندرج ضمن التصور الشمولي نفسه لدعم الساكنة في إقليم ذي خصوصيات مناخية قاسية”.
من جهته قال الطاهري في اتصال هاتفي بهسبريس إن الشوباني أخلف وعده ولم يف بالتزامه للمجلس الإقليمي لميدلت، لما وعد بتقديم مبلغ 100 مليون من أجل توفير آليات إزاحة الثلوج المتهاطلة بغزارة يناير الماضي من السنة الجارية، من أجل فك الحصار عن الساكنة المعزولة عن العالم الخارجي، متسائلا: “كيف يمكننا أن نثق في من يقول ما لا يفعل مرة أخرى؟”.
وأكد رئيس المجلس الإقليمي لميدلت، في التصريح ذاته، أن الشوباني “لم يقدم شيئا ذا قيمة لإقليم ميدلت، وكل ما قام به لا يرقى إلى مستوى تطلعات ساكنة الإقليم، سواء في ما يتعلق بتعبيد الطرقات أو النقل المدرسي الذي تشوبه اختلالات في التوزيع”، مشيرا إلى أنه بصدد إعداد رد مفصل على كل النقاط الواردة في توضيح الشوباني.