انفلاش الأساطيل والقطع الحربية لا يزال كبيراً رغم الأزمة الفيروسية
مصدر ديبلوماسي: لا تحتاج واشنطن الى “كورونا” لفَرْض عقوبات
أنطون الفتى – “أخبار اليوم”
يبدو أن الصين لن تكون وحيدة في مواجهة تداعيات مرحلة ما بعد تفشّي فيروس “كورونا” حول العالم، ولو بعد 100 عام، بل ان إيران ستنضمّ إليها أيضاً. فإذا كانت بكين مُتَّهمَة بنقل الفيروس من الشرق الأقصى الى العالم، فإن طهران مُتَّهمَة بنشره في منطقة الشرق الأوسط، وذلك عبر شركة طيران “ماهان”.
ففي بعض المعلومات المتداولة والمتوفّرة عن الملف، واصلت “ماهان” تسيير رحلاتها الجوية من والى إيران والعراق ولبنان وسوريا والإمارات وتركيا وكوالالمبور والصين وإسبانيا، خلال كانون الثاني وشباط وآذار، متحدّية البيانات التي أظهرت تفشّي الفيروس في إيران على نطاق واسع، والتحذيرات الدولية التي تتعلّق بهذا الأمر.
ركاب لا بضائع؟
ورغم أن “ماهان” أشارت الى أنها استخدمت طائراتها لعمليات إغاثة ونقل مساعدات إنسانية، ولإجلاء إيرانيين من الصين، خلال الفترة الممتدّة ما بين كانون الثاني و20 نيسان، إلا أن بعض بيانات التعقُّب كشفت أن الشركة استمرّت بنقل المسافرين من إيران الى دول أخرى، خلال ذروة انتشار الفيروس فيها، وأن الرحلات كانت لنقل الركاب لا البضائع.
و”ماهان” تخضع لعقوبات، كما لمراقبة أميركية، لكونها ترتبط بعلاقات عضوية مع “الحرس الثوري” الإيراني.
فما هي الإحتمالات المُمكنة مستقبلاً، بعد الكشف عن كل تلك المعلومات؟ وهل اننا أمام مرحلة استراحة أميركية، وربما دولية، ريثما تهدأ الأمور قليلاً قبل اتّخاذ إجراءات عقابية بحقّ طهران؟ وهل من ترابُط معيّن بين الصينيين والإيرانيين في ملف انتشار “كورونا”؟ وما هي تداعيات ذلك المحتمَلَة، لا سيّما أن بكين تستشرف مرحلة من المحاسبة بحقّها مستقبلاً، دفعت سفيرها لدى الأمم المتحدة (شن جو) الى القول إن بلاده ترفض فتح تحقيق دولي حول مصدر “كوفيد – 19″، فيما يواصل الوباء تفشّيه ومعه الإتّهامات الأميركية بحقّ الصين، معتبراً أن الأولوية تبقى للتركيز على مكافحة الوباء حتى الإنتصار النّهائي عليه.
زعامة عالمية
أشار مصدر ديبلوماسي الى أن “كل المعلومات لا تزال متضاربة حول ما يُنشَر عن فيروس “كورونا”، ولا سيّما بين من يقول إنه فيروس طبيعي، وبين من يؤكّد أنه مفبرك لأغراض عسكرية خرجت عن السيطرة، وسط هرج ومرج من الإتّهامات للجهة التي تُحمَّل مسؤولية فبركته”.
واعتبر في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أنه “بموازاة هذا الإرتباك، نجد الفيروس على خط الأزمة الكبيرة التي تعيشها واشنطن بسببه، والتي تمسّ زعامتها للعالم على الصعيدَيْن المالي والإقتصادي، ومنافسة الصين لها في هذا الإطار. فهذه المنافسة تتّخذ أشكالاً كثيرة، منها الصناعي والتجاري. فضلاً عن التنافُس على موقع الدولار كعملة رئيسية عالمياً”.
ولفت الى أن “عدداً من الدول تعمل في الخفاء على استبدال الدولار كعملة للتبادل الدولي عبر آليات كثيرة، منها الصين مثلاً وروسيا، وبعض دول الشرق الأوسط. وهو ما يعني العمل على إنشاء أنظمة مالية عالمية لا تمرّ بالدولار، ولا في حسابات تستطيع واشنطن التحكّم بها”.
حرب؟
ورأى المصدر أن “هناك حرباً على الغاز وإمداداته أيضاً، بمعنى أن واشنطن تريد الإمساك بالإمدادات القادمة من الشرق الأوسط، أو حتى من آسيا الوسطى، فيما روسيا تبحث عن السيطرة على إمدادات تنطلق من إيران عبر تركيا وصولاً الى أوروبا. وهذه كلّها من الحروب الخفيّة في عالمنا الحاضر”.
وأضاف:”انطلاقاً ممّا سبق، لا تحتاج الولايات المتحدة الى فيروس “كورونا” بحدّ ذاته، لاتّخاذ إجراءات، أو لفَرْض عقوبات. فما يحصل على المستوى الدولي مقلق جداً، ويُنذر بصدامات كثيرة مستقبلاً، وحتى على الصّعيد العسكري، باتت موجودة على الطاولة”.
وختم:”انفلاش الأساطيل والقطع الحربية حول العالم لا يزال كبيراً رغم الأزمة الفيروسية، وهي على تماس مع بعضها البعض في الشرق الأوسط خصوصاً. وهذا الواقع يُمكنه أن يؤدي الى ما لا تُحمَد عقباه، لأن معظم الحروب لا تندلع نتيجة قرار، بل بعد حادث مفاجىء”.