أحبطت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محاولة لابتزاز الصندوق الوطني، لمواجهة جائحة كورونا في مبالغ مالية ضخمة لفائدة مربي فئة “خاصة” من الخيول، بدعم يصل إلى 1250 درهما للحصان كل شهر ولمدة أربعة أشهر.
وردت الوزارة، على مضمون بلاغ، صدر بتاريخ 7 ماي الجاري ومحرر باللغة الفرنسية على ورقة تحمل “لوغو” الشركة الملكية لتشجيع الفرس، يؤكد أن مصالح الوزارة نفسها قررت تخصيص منحة استثنائية لمربي خيول السباقات وخيول الجمال.
وقالت الشركة، المتخصصة في تدبير رهانات السباق، في البلاغ نفسه، إن الهدف من الدعم هو حماية قطيع هذه الخيول في ظل الظرفية الحالية بسبب وباء كورونا، مؤكدة أن المنحة المخصصة من الوزارة ستصرف لمربي ومالكي خيول السباقات، وكذا خيول مباريات الجمال والخيول العربية الأصيلة. وتداولت المواقع الإلكترونية وصفحات المواقع الاجتماعية بلاغ الشركة على نطاق واسع، دون أن يظهر له أي أثر على الموقع الرسمي لها، أو الموقع الرسمي للوزارة، ما خلف ضجة كبيرة، تتعلق أساسا بقيمة المنحة المخصصة للحصان الواحد، في مقابل الدعم المخصص للأسر الذي يتراوح بين 800 و1200 درهم.
ولم يصدر عن الشركة الملكية لتشجيع الفرس، أي موقف في الموضوع، سواء بالتأكيد أو النفي، وإذا ما كان البلاغ صادرا عنها، إذ حاولت “الصباح” ربط الاتصال عدة مرات بعمر الصقلي، المدير العام للشركة، دون أن يجيب، رغم قراءته لرسالة خطية تطلعه على هوية المتصل والغرض من المكالمة.
واضطرت وزارة الفلاحة إلى التدخل، مساء أول أمس (الأحد)، نافية الأخبار المتداولة والمتعلقة بمنح مساعدات للخيول في سياق الأزمة الصحية الحالية، وقالت إنها لا أساس لها من الصحة.
وأكدت وزارة الفلاحة، في بلاغ نشر في وكالة المغرب العربي للأنباء، أن التواصل حول مسألة الدعم يهم الشركة الملكية لتشجيع الفرس والمهنيين، الذين عبروا عن رغبتهم في الحصول على دعم مالي في سياق هذه الأزمة.
وأوضحت وزارة الفلاحة أن هذه المطالب لم تتم الموافقة عليها من قبل وزارة الفلاحة، ولم تتم تعبئة أي مبلغ في هذا الاتجاه، مشددة على أن جميع المعلومات المتداولة حول هذا الموضوع لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.
ولحد الآن، وفي غياب تصريح رسمي من مسؤولي الشركة، لم يعرف إذا ما كانت الأخيرة نشرت بلاغها في موقعها الرسمي ثم حذفته، في ما بعد، كما قال توفيق الناصري، الكاتب العام للجمعية الوطنية لفنون الفروسية التقليدية-التبوريدة.
وأكد الناصري أن نشر البلاغ أثار موجهة استياء في أوساط جمعيات “الباردية”، الذين راسلوا الجهات الرسمية، طلبا لتوضيحات حول إقصائهم من المنحة، قبل أن يفاجؤوا بسحب بلاغ الشركة من الموقع، ما اعتبره الناصري تلاعبا بالرأي العام، مطالبا بإيلاء أهمية لمطالب الجمعيات، خصوصا في ما يتعلق بدعم الشعير لجميع ملاكي الخيول العربية، والخيول العربية البربرية، سواء الخاصة بالتبوريدة، أو مسابقات الجمال.
ي. س
جريدة الصباح