.
بقلم : حسن الخباز
قامت قيامة وسائل التواصل الاجتماعي من جديد ولم تقعد بعد حرب كلامية بين سياسي ورابور ، فشرعت جحافل من أنصار هذا وذاك يناقشون الأمر بجدية وكأن الأمر يستحق أن يستأثر باهتمام الرأي العام ويسيل كل هذا المداد .
فخلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية وصف الأمين العام للحزب مغنيا شابا بالسلكوط ، وهذا الوصف عادي جدا والمغاربة كلهم يطلقونه على كل عديم تربية لا أخلاق ولا سلوك حسن له .
فالصغير قبل الكبير يعرف ان كلمات أغاني كلمات مغني الراب المذكور كلها نابية ولا يمكن للمرء أن يسمعها لوحده فيالأحرى أمام أسرته الصغيرة ، لذلك فأقل وصف يمكن إطلاقه على هذه العينة هو الوصف الذي أطلقه عليه عبد الإله بنكيران .
وبنكيران إذا أطلق هذا الوصف فهو رئيس حزب سياسي ذو توجه إسلامي ، فضلا عن كونه تحدث أمام شباب حزبه عن شاب في مثل عمرهم والمناسبة شرط كما يقول ، ولكل مقام مقال ولكل حادث حديث كما يقول أهل المنطق .
لذلك فبنكيران لم يقترف جرما يستحق كل هذه الضجة التي هي مجرد زوبعة في فنجان او جعجعة بلا طحين افتفعلها البعض لأنه يعيش الفراغ ويريد العودة للاضواء ولو على حساب الأخلاق والمثل السامية .
أستغرب لكم الداخلين على خط هذه القضية التافهة التي لا تستحق كل هذا الإهتمام الذي اعطيت . فقد خرج الكثير من المؤثرين وبعض المحسوبين على الفن وعلى الإعلام دفاعا عن شخص يسيء الأدب ويدعو للفسق والفجور في بلد إسلامي شعبه محافظ .
جدير بالذكر أنه المعني بهذه الضجة سبق أن تم اعتقاله وبعد معانقته للحرية وجد في استقباله الكثير من النجارين المحسوبين ظلما وعدوانا على ميدان صاحبة الجلالة الطاهر المفترض فيه أن يكون رسالة مجتمعية للبناء لا معولا للهدم .
الخطير في الأمر أن هذا الرابور الذي قامت كل هذه القيامة لأجله سبق أن توبع بتهم “الترويج لاستهلاك المخدرات”، فضلا عن “القذف” و”التهديد” و”الإخلال بالحياء”. رفعها ضده صحافي مغربي مقيم بالخارج .
وكل هذه التهم لا يستحق صاحبها الدفاع عنه ولا مؤازرته لكن إذا كنت في المغرب فلا تستغرب .
يقول المثل المغربي الدارج : “معامن شفتك معامن شبهتك” ، وهذا ينطبق على كل من دافع عن الرذيلة وشجع على اقترافها بل وجعل منها قضية رأي عام وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مستوى هؤلاء المدافعين .