في إطار تنزيل خريطة التعاون بين الحكومة المغربية ودول الكاريبي في القطاع الزراعي ، أشرفت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، على تنظيم تكوين مكثف لفائدة عشرات الأطر المنتمية لوزارات الفلاحة لخمس دول من جزر الكاريبي: سانت لوسيا، جامايكا، بربادوس، غرينادا، ودومينيكا. وقد تم هذا التكوين بتعاون مثمر بين المعهد الوطني للبحث الزراعي والوكالة المغربية للتعاون الدولي وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بن جرير.
يهدف هذا التكوين إلى تبادل الخبرات والتجارب في مجال إعداد خرائط خصوبة التربة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والوسائل الرقمية المتقدمة. ويشكل هذا النهج خطوة حيوية نحو تحقيق الأمن الغذائي في دول الكاريبي، من خلال الاستفادة من التجربة المغربية الرائدة في هذا المجال.
المغرب، الذي قطع شوطاً كبيراً في مجال إدارة التربة واستعمال التقنيات الحديثة في إعداد خرائط الخصوبة الزراعية، يضع خبراته رهن إشارة هذه الدول من أجل دعم قدرتها على مواجهة التحديات الزراعية المرتبطة بالتغيرات المناخية وشح الموارد الطبيعية. هذا التعاون يعكس التزام المملكة المغربية بتعزيز الشراكات الدولية، خاصة مع الدول النامية، في سبيل تحقيق تنمية زراعية مستدامة وضمان الأمن الغذائي.
الاستفادة من التجربة المغربية في استخدام التكنولوجيا الحديثة، خاصة في مجال نظم المعلومات الجغرافية، ستمكن دول الكاريبي من وضع خرائط دقيقة لخصوبة التربة، ما سيساهم في تحسين جودة الإنتاج الزراعي وتخطيط استخدام الأراضي بشكل أمثل. كما سيوفر هذا التكوين أدوات حديثة لتطوير سياسات زراعية فعالة تضمن تحقيق نمو زراعي مستدام يُساهم في تحسين حياة المجتمعات الريفية بهذه الدول الشقيقة للمملكة المغربية.
ويأتي هذا التعاون بين المغرب ودول الكاريبي في إطار التوجيهات الملكية السامية، التي تؤكد على ضرورة تعزيز الشراكات الدولية، خاصة مع دول الجنوب، من خلال تبادل الخبرات والتجارب لتحقيق التنمية المستدامة. ويسعى المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، إلى توطيد علاقاته مع الدول النامية، خاصة في مجالات مثل الزراعة والأمن الغذائي، بما يعزز التضامن والتعاون بين بلدان الجنوب ويعود بالنفع على شعوبها، مع التركيز على الابتكار واستخدام التقنيات الحديثة لتحقيق التنمية المشتركة.
وبهذا، يستمر المغرب في لعب دوره الريادي على المستوى الدولي، واضعاً خبراته ومعارفه رهن إشارة شركائه الدوليين الاشقاء من أجل بناء مستقبل زراعي أكثر استدامة وأماناً للأجيال القادمة.