عن موقع المستقل
عقد عامل عمالة مكناس اجتماعًا ضم رؤساء جماعتي مكناس وتولال ومختلف المتدخلين لمناقشة مشروع المحطة الطرقية الجديدة للمدينة، الذي يُعد من المشاريع الكبرى المنتظرة قريبًا، ورغم أهمية المشروع، أثار الاجتماع جدلاً واسعاً بسبب استبعاد المهنيين العاملين في القطاع، وهو ما اعتُبر خطوة غير موفقة مقارنة بتجارب مدن أخرى مثل الرباط والجديدة وطنجة، حيث شكل العمل التشاركي أساس نجاح مشاريع مماثلة.
المحطة الطرقية الجديدة، التي سيتم تشيدها بموقع استراتيجي بجماعة تولال على محور طرق رئيسي، تهدف إلى تقديم نموذج متطور وفق معايير محطات الجيل الثالث، المشروع يسعى لتحسين تجربة السفر وتلبية احتياجات المسافرين، مع التركيز على معايير حديثة للهندسة والجودة، ومع ذلك، فإن استبعاد المهنيين من هذا الاجتماع يثير تساؤلات حول جدوى اتخاذ قرارات استراتيجية دون إشراك الفاعلين الرئيسيين في القطاع.
إقصاء المهنيين من مناقشة المشروع أثار استياءً واسعاً بين الفاعلين في القطاع، الذين اعتبروا أن إشراكهم في مراحل التخطيط والتنفيذ هو أحد مفاتيح نجاح المشاريع من هذا النوع، على غرار تجربة مدينة الجديدة، عندما عملت السلطات المحلية على إشراك المهنيين منذ البداية، هذا التعاون مع الفاعلين الأساسيين يعتبر أمراً حيوياً لضمان توافق المشروع مع احتياجات السوق. بمدينة الجديدة مثلا، اقترحت السلطة المحلية على المهنيين البحث عن عقار مناسب لإنشاء المحطة، ما يعكس النهج التشاركي الذي ساهم في تحقيق توافق جماعي بين الأطراف المختلفة.
بينما يُظهر النموذج الجديد بمدينة مكناس افتقاداً لهذا البُعد التشاركي، وهو ما يُثير القلق بشأن شمولية المشروع ومدى تلبيته لمتطلبات جميع المعنيين، وهو ما يؤكد أن إشراك المهنيين ليس مجرد خيار، بل ضرورة لضمان نجاح المحطة الطرقية وتجنب الوقوع في أخطاء سابقة.
المكناسيون يتطلعون إلى محطة طرقية حديثة تعكس مكانة مدينتهم وتُنهي معاناتهم الطويلة مع غياب بنية تحتية ملائمة، لكن غياب الفاعلين الأساسيين، مثل المهنيين، قد يُؤثر سلبًا على جودة القرارات المتخذة، إذ يُعد الحوار والتعاون بين جميع الأطراف الركيزة الأساسية لضمان نجاح المشروع وتحقيق تطلعات المدينة.
المشروع، الذي يُمول بشراكة بين وزارة الداخلية ومجلس جهة فاس-مكناس، ومجلس عمالة مكناس، ومجلس جماعة مكناس ومجلس جماعة تولال، يُعد جزءًا من رؤية طموحة لتطوير البنية التحتية والنقل بالمدينة، ولكن لضمان نجاح هذه الرؤية، لا بد من تبني نهج تشاركي يشمل كافة الفاعلين، بما في ذلك المهنيين، في مراحل التخطيط والتنفيذ، النموذج التشاركي الذي نجح في مدن أخرى ينبغي أن يُعتمد في مكناس لضمان تحقيق أهداف المشروع.
- جدير بالذكر أن نجاح مشروع المحطة الطرقية بمكناس يعتمد على خلق بيئة تشاركية تتيح لجميع الأطراف الفرصة للمساهمة الفعالة، وبذلك، فإن تطلعات المكناسيين في الحصول على محطة طرقية حديثة لن تتحقق إلا إذا تم اعتماد الحوار والتعاون بين السلطة المحلية والمهنيين في كافة مراحل المشروع