فؤاذ السعدي. المستقل
في خطوة أثارت استياء الأوساط الإعلامية بمدينة مكناس، تم استبعاد رجال الصحافة من تغطية أول لقاء لوالي جهة فاس-مكناس، معاذ الجامعي، مع الفاعلين الاقتصاديين المحليين، اللقاء، الذي انعقد يوم أمس الخميس 19 دجنبر الجاري بمقر عمالة مكناس، جمع شخصيات بارزة، من بينها عامل عمالة مكناس، ورئيس مجلس الجهة، والمدير الجهوي للاستثمار، بالإضافة إلى رؤساء جماعات ترابية وممثلين عن المؤسسات العمومية والغرف المهنية، ورغم أهمية هذا الحدث، تم تجاهل دور الإعلام بشكل كامل، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الإقصاء.
ويبدو أن ديوان عامل عمالة مكناس يتحمل مسؤولية هذا الاستبعاد، في ظل نهج متكرر يظهر انتقائية في التعامل مع الإعلام المحلي، هذا التصرف يعكس قصوراً واضحاً في فهم الدور المحوري للصحافة كوسيط بين المؤسسات والمجتمع، ويطرح علامات استفهام حول ما إذا كان هذا الإقصاء مقصوداً أم نتيجة سوء تنظيم أم تبخيس لدور الإعلام.
تغييب الصحافة عن هذا اللقاء الهام يعد انتهاكاً للحق في المعلومة الذي يكفله الدستور المغربي، ويفقد مدينة مكناس فرصة ثمينة للترويج لمؤهلاتها كوجهة استثمارية واعدة، هذا الإقصاء لا يخدم جهود جذب الاستثمارات، بل يضعف القدرة على إبراز مكناس كمدينة قادرة على تحقيق تنمية مستدامة وتعزيز مكانتها الاقتصادية والبشرية.
خلال هذا اللقاء، حسب بلاغ يتم صدر عن مؤسسة ديوان العمل، تم التركيز على مؤهلات المدينة البشرية وموقعها كقطب تعليمي يضم مؤسسات جامعية ومراكز تكوين مهني قادرة على توفير يد عاملة متخصصة، ورغم أهمية هذه المحاور، غاب الإعلام عن مواكبتها، مما فوت فرصة إيصال رسائل إيجابية حول مكناس كمجال جاذب للاستثمار.
ويقع اللوم الأكبر في هذا الإقصاء على ديوان عامل عمالة مكناس، الذي يتحمل مسؤولية التعامل مع الإعلام بمنطق انتقائي وغير عادل، هذا النهج يضر بصورة المدينة ويعكس فشلاً في إدارة التواصل بشكل يليق بمكانة مكناس وطموحاتها التنموية.
وبالتالي، على والي جهة فاس-مكناس، معاذ الجامعي، أن يتدخل لتصحيح هذا الوضع وإعادة ترتيب أولويات التعامل مع الإعلام، على اعتبار أن الصحافة ليست أداة تُستخدم عند الحاجة فقط، بل شريك أساسي في تحقيق التنمية ونقل الصورة الحقيقية للمدينة، وإن استمرار هذا النهج الانتقائي لا يخدم سوى تعزيز الفجوة بين المسؤولين والمجتمع، وهو ما يحتاج إلى معالجة عاجلة لضمان تواصل فعال ومثمر يخدم مصلحة الجهة والوطن على حد سواء.